آخر الأخبار

آخر الأخبار

الأربعاء، 1 يونيو 2016

خبير بالبنك الدولي: الالتزام بهدف قومي متوافق عليه اول خطوات النجاح



قال الدكتور اسعد عالم -المدير الإقليمي للبنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي - ان التأمل في تجربه جنوب افريقيا  في اصلاح الاقتصاد والمجتمع والمؤسسات يمكن ان يقدم الكثير من الفائدة لمصر وغيرها  ، واكد عالم الذى عمل من قبل في جنوب افريقيا ثلاث سنوات، ان ذلك البلد الذى عانى في الماضي من التفرقة العنصرية والاحتراب الأهلي  والفوارق الطبقية الأعلى في العالم يمتلك اليوم قصص نجاح مذهله.
أكد أن أول عنصر للنجاح في جنوب افريقيا كان الالتزام بهدف قومي متوافق عليه والشعور بأهمية العدالة وعدم النظر الى الوراء كما أن القيادة والشعب كانا شغوفين بالمستقبل وحريصين على أن تكون الدولة لجميع أبنائها. أشار الى أن البلد الذي كان متشرذما أعاد تقديم نفسه للعالم واستطاع في مجال اللامركزية أن يقدم نموذجا رائدا، حتى أن نصف الإنفاق يتم بقرارات من المحليات، وفى مجال شفافية الموازنة العامة بما جعل جنوب إفريقيا في المقدمة على المؤشر العالمي الخاص بذلك.
  وذكر أن عدد دافعي الضرائب هناك يبلغ 16.8 مليون مواطن من بين ٥٠ مليونا هم عدد السكان ما يدل على تطور كبير في الالتزام المجتمعي وإيمان بعدالة القانون وأهمية الإصلاح المالي. وزاد أنه يتم نشر البيانات المالية على أوسع نطاق وتحفيز الطلبة في الثانوي والجامعات على مناقشتها، كما تم تطوير النظم الإحصائية بطريقة راقية للغاية لتخدم عمل المسوح المطلوبة على كل المستويات وتدعم اتخاذ القرار السليم.
نوه عالم في ندوه نظمها مساء الاثنين 30 مايو المركز المصري للدراسات الاقتصادية وأدارها عمر مهنا - رئيس مجلس إدارة المركز-
إلى أن جنوب إفريقيا تعلمت من الآخرين ولم تقلدهم واستفادت من الدستورين الهندي والأمريكي، لكنها صنعت طريقها الخاص، وأقامت توافقات فعالة بين مناطق وطوائف المجتمع، وقد كان للقيادة الأسطورية لنيلسون مانديلا دور كبير في ذلك.
أكد أن الهدف الأول للسياسات العامة كان من اللحظة الأولى هو تلبية حاجات الشعب، ورغم الاحتياج الواسع إلى نظام دعم عيني في البداية ، إلا أنهم نجحوا في إلغاء هذا النوع من الدعم تماما ، وأصبحت أسعار المواد الغذائية والطاقة  والخدمات خاضعة للعرض والطلب لكن يتم دعم غير القادرين بأسلوب التحويلات المشروطة وبكافه اشكال الدعم النقدي.
 قد استعانت جنوب افريقيا في مراحل مختلفة بالخبرات الأجنبية لكن القيادة كانت لهم طوال الوقت
كما تم تعزيز آليات مختلفة للرقابة والمتابعة والمساءلة وكبح الفساد وأصبح الجميع يعلم من يقوم بماذا ومن المسئول عن ماذا وتم قطع خطوات ضخمه على طريق ترسيخ الحكم الرشيد والنزاهة بعد أن كان الفساد متفشيا على نطاق واسع. كما تم ابتداع نظم وطنية لتطوير التعليم بالمناطق المختلفة والخدمات الصحية مع التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات في تقوية الرقابة المجتمعية على أعمال السلطة التنفيذية وتيسير تقديم الخدمات للجميع بأسرع وقت
   واختتم بالقول أن جنوب إفريقيا خرجت من الدائرة المفرغة الى دائرة النجاح ورغم أنه توجد مشاكل ليست بالهينة في مجال الأمن
  وتقريب الفوارق بين الطبقات واستكمال التغيير إلا أن البلد لازال يواصل ويدهشنا بالجديد كل يوم
 من جانبها قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف -التي تحدثت كرئيس للمجلس الاستشاري التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، أن من الاهمية بمكان أن نبحث بعمق في مصر عن الذى نفتقده وما الذي يجب أن نقوم به لتحسين الأوضاع وكيف يمكن أن تتم المتابعة والمراقبة  وأكدت أن ما يضمن النجاح هو وجود هدف قومي واضح ويلتزم به الجميع  وإذا كان الدستور قد حدد لنا معالم الهدف أو الطريق لكنه يترجم بعد إلى تفاصيل وأضافت أن رؤية مصر ٢٠٣٠ هي نقطة بداية يجب البناء عليها وتطويرها وهناك اتفاق على ذلك مع وزير التخطيط ومساع للمضي إلى الخطوة التالية وهى إقامة أوسع حوار وطني  ومجتمعي حولها حتى يشعر الجميع أنهم شركاء في صناعتها وبالتالي مسئولين عن إنجاحها
أكدت أن النقد البناء والنزيه للأوضاع الحاليّة هو واجب على الجميع كما أنه الوسيلة الصحيحة لتشخيص ما هو قائم ووضع الخطط العملية لتغييره وإصلاحه، سواء كان الإصلاح ثوريا أو تدريجيا بحسب الحال مشيره إلى أن القيادة ترحب بذلك ولديها التزام قوي بتحقيق التحول لكن هذا الالتزام يتراجع بشده كلما نزلنا الى مستويات اقل
ودعت إلى إصلاح شامل للجهاز الحكومي وتحقيق تحول ناجع الى اللامركزية والتأسيس لعدالة اجتماعية حقيقيه ووضع آليات ملزمة للتنسيق بين الوزارات مع إعلان جدول زمني لكل ذلك
واختتمت بالقول أن الواقع يوضح أنه لا يمكن إصلاح الاختلالات كلها في وقت واحد ومن هنا تأتي ضرورة البدء بمحركات التغيير ولذلك فإن إصلاح قواعد البيانات والمعلومات وربطها ببعضها البعض ونشر الشفافية والمشاركة في اتخاذ القرارات وإعادة وضم القطاع غير الرسمي هي أمور لها أولوية عالية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق