يعتقد علماء المستحاثات أن أول كائن حيواني خرج من البحر إلی البر هو العقرب، وكان بحجم قدم الإنسان، فقد شوهدت انطباعات جسمه في صخور رسوبية تعود إلی 400 مليون سنه وأطلق عليه العلماء اسم "اليوفونس" أي السفاح القديم، وبعد مرور زمن على وجوده في الحياة البرية اتخذ حجمه الحالي.
يتحرك العقرب سريعًا في البر ويتغذی علی الحشرات والديدان وصغار الزواحف حيث يلدغ الفريسة بإبرته فيشل حركتها ويقربها من فمه وكلّابتيه ثم يمضغها ويمتص السوائل من جسمها.
وفي فصل الشتاء تختبئ العقارب في أماكن تحددها للدفئ وتتوقف عن الحركة والتغذية، ويكون تنفسها في الحد الأدنی أما في المناطق الحارة فلا يكون لها ثبات لأنها تنشط بالحر وتهدأ بالبرد.
والعقرب يتظاهر بالموت بعد أن يلدغ والملدوغ يقتلها فورًا فتختلط الأمور.
حيث إن العقرب بعد أن يفرغ السم في الملدوغ يتلقی صدمة كهربائية تشل حركته وهناك أشخاص لهم كهرباء ساكنة في أجسامهم وهناك من يری أن الشخص الذي تموت العقرب لأنها لدغته ربما كان لديه مناعة مكتسبة بسبب تعرض أمه للدغة وهو جنين في بطنها.
ومن المظاهر الغريبة التي صدرت عن سم العقرب كما يقول الجاحظ: "من أعاجيبها إنها تضرب الطست أو القمقم فتخرقه وربما ضربته بإبرتها فسال منه الماء"، التفسير العلمي لذلك أن السم يتفاعل مع بعض المعادن كالنحاس والتوتياء فإذا ضرب العقرب بإبرته وعاءً نحاسيًا رقيقًا أو وعاءً من التوتياء ولمس مادة الوعاء تفاعل معه وربما ثقبه.
