آخر الأخبار

آخر الأخبار

الأحد، 5 يونيو 2016

حقيقة العلاقة بين طالبان وايران


قال المستشار السابق لإدارة باراك أوباما في الشؤون الأفغانيّة والباكستانيّة، بارنيت روبين: "استنتجت من ملاحظاتي الشخصيّة في أثناء أحاديث مع الإيرانيّين في مناسبات عدّة أنّ تقديرهم لخطر [داعش] في أفغانستان أكبر بكثير من تقدير الولايات المتّحدة"موضحا  أنّ الروس يشاركون الإيرانيّين هذا الرأي.
تعاونت إيران والولايات المتّحدة ضمنيّا للإطاحة بنظام طالبان سنة 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر. وكانت إيران قد عارضت طالبان بشدّة في التسعينيّات وكادت أن تشنّ الحرب عليها بعد أن اغتالت قوّات طالبان دبلوماسيّين ومسلمين شيعة محلّيين في مدينة مزار الشريف الأفغانيّة سنة 1998.
وبدأت المواقف الإيرانيّة والأميركيّة تجاه أفغانستان تتعارض بعد أن أعلن الرئيس جورج بوش شراكة استراتيجيّة مع حكومة الرئيس الأفغانيّ آنذاك حميد قرضاي سنة 2005. ووفقا لروبين، اعتبر الإيرانيّون، الذين كانوا قلقين بشأن الوجود العسكريّ الأميركيّ المكثّف بالقرب من حدودهم الغربيّة في العراق، هذا الإعلان "خطوة نحو إرسائنا قواعد دائمة في أفغانستان".
وبعد عقد من الزمن، ما زال هناك 10 آلاف جنديّ أميركيّ في أفغانستان، وسيبقى فيها الآلاف على الأرجح، نظرا إلى هشاشة حكومة الرئيس الحاليّ أشرف غني والخطر المستمرّ على القوّات الأفغانيّة الأميركيّة الناجم عن طالبان في الدرجة الأولى.
وقال السفير الأميركيّ السابق في أفغانستان، جيمس كانينغهام، إنّ إيران لا تريد بقاء الولايات المتّحدة، لكنّها في الوقت نفسه "لا تريد انهيار أفغانستان". وأوضح أنّ "إيران تريد أن تكون لديها اتّصالات لكنّها لا تريد طالبان في السلطة. وهي خائفة من [داعش]".
ظهر داعش في أفغانستان للمرّة الأولى سنة 2014. وقد أعلن وجوده رسميا في 26 يناير 2015 عندما عيّن قائدا سابقا لحركة طالبان باكستان، هو حافظ سعيد خان، رئيسا لما أسماه داعش ولاية خراسان، وهي المنطقة التي شملت قبل قرون أفغانستان وباكستان وبلدان عدّة من آسيا الوسطى.
ووفقا للخبيرة الأفغانيّة فاطمة أمان، استقطبت الحركة بشكل خاصّ مقاتلين غير أفغان من آسيا الوسطى، بما في ذلك أعضاء من حزب التحرير من أوزبكستان، وحركة أوزبكستان الإسلاميّة، وحركة طاجيكستان الإسلاميّة، وشيشانيّون من روسيا، وأويغور من الصين. ولديها أيضا مناصرون من حركة طالبان باكستان، المعروفة باسم تحريك طالبان باكستان، ومجموعات باكستانيّة متطرّفة أخرى.
استهدفت القوّات الأميركيّة داعش في أفغانستان بكثافة هذه السنة، فهاجمت معسكراتها في شرق ولاية نانغانهار. ويقول المحلّلون إنّ الحركة فوّتت فرصة تجنيد مزيد من أعضاء طالبان الأفغان الغاضبين بعد أن تبيّن أنّ قيادة طالبان أبقت وفاة مؤسّس الحركة، الملا عمر، سرّا لمدّة سنتين. وفي وقت سابق من هذه السنة، وصف مدير الاستخبارات الوطنيّة، جيمس كلابر، داعش بأنّه "خطر صغير على الاستقرار الأفغانيّ".
وعلى ضوء هذا التقييم وتمركز داعش في شرق أفغانستان، قال كلّ من روبين وكانينغهام إنّ التقرير الذي صدر مؤخّرا حول لجوء إيران إلى طالبان لإنشاء منطقة عازلة ضدّ داعش على الحدود الإيرانيّة الأفغانيّة مبالغ فيه.
وقال روبين: "هناك تقارب أكبر بين طالبان وباكستان" التي آوت زعماء طالبان والقاعدة لسنوات عدّة. وأضاف أنّ العلاقة "مع إيران هي أشبه بزواج مصلحة".
لكنّ الوضع في أفغانستان وباكستان بات متأثّرا بالحرب بالوكالة بين إيران والمملكة العربيّة السعوديّة الدائرة في العراق وسوريا واليمن. لقد جنّدت إيران آلاف الشيعة الأفغان والباكستانيّين كي يقاتلوا إلى جانب الحرس الثوريّ الإسلاميّ وأعضاء من حزب الله اللبنانيّ دعما للحكومة السوريّة ضدّ المقاتلين السنّة المدعومين من السعوديّة. وتوفّي المئات من أعضاء لواء زينبيون في الحرب السوريّة.
ومن خلال تأمين القليل من الدعم لطالبان، تحاول إيران على الأرجح التنافس مع السعوديّة وباكستان على استمالة عواطف الحركة، بالإضافة إلى تحصين نفوذ حكومة كابول وقدرتها على التحمّل.
وتقلق إيران أيضا بشأن تجنيد داعش لأفراد من أقليّتها السنيّة الساخطة، خصوصا أفراد من المجموعات الإثنيّة غير الفارسيّة كالأكراد والبلوش يقيمون على أطراف الجمهوريّة الإسلاميّة.
وردّا على سؤال عمّا إذا كان منصور عائدا من زيارة إلى إيران عندما قتل، نقل الملحق الصحافيّ للبعثة الإيرانيّة لدى الأمم المتّحدة، حميد بابايي، تعليقا للناطق باسم الخارجيّة الإيرانيّة جابري أنصاري، قائلا: "تنفي السلطات المعنيّة في إيران أن يكون هذا الشخص دخل باكستان عبر الحدود الإيرانيّة في التاريخ المذكور".
ورفضت وزارة الخارجيّة الأميركيّة أيضا تأكيد سفر منصور، الذي تمّ رصده من خلال أختام تأشيرة الدخول على جواز سفر يحمل اسما مزيّفا هو والي محمد، وصورة منصور الذي قال الباكستانيّون إنّهم عثروا عليها بالقرب من جثّته.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة، مارك تونر، للمراسلين في 24 مايو: "هذه المسألة ليست واضحة بالنسبة إلينا".
أمّا روبين فكان أكثر جزما وقال: "أنا واثق من أنّه كان في إيران. فقد كانت هناك أختام على تأشيرة دخوله وقتل بالقرب من مركز حدوديّ".
وأضاف روبين أنّ هناك ملايين الأفغان في إيران وغالبيّتهم لديهم أنسباء في وطنهم ويسافرون باستمرار بين البلدين عبر الحدود.وقال: "إذا ذهب زعيم طالبان إلى إيران، أعتقد أنّ [الإيرانيّين] سيعلمون بذلك".
وبحسب أحد المصادر، سافر منصور بدوره، باستخدام جواز سفر مزيّف، من مطار كراتشي الدوليّ في باكستان باستمرار، وزار دبي 18 مرّة والبحرين مرّة واحدة في السنوات التسع الماضية.
ويقول المسؤولون الأميركيّون إنّهم استهدفوا منصور لأنّه هدّد القوّات الأميركيّة ولم يبد أيّ اهتمام بمحادثات السلام مع الحكومة الأفغانيّة. ويبدو أنّ خلف منصور، وهو قاض متشدّد يدعى المولوي هيبة الله أخندزاده، غير مستعدّ بدوره للسعي إلى السلام. فبعد أيّأم قليلة من تعيينه، نفّذت طالبان هجمات جديدة ضدّ الشرطة الأفغانيّة في إقليم هلمند الجنوبيّ.
وقال كانينغهام عند سؤاله عن مقتل منصور: "اختاروا نظريّة المؤامرة التي تريدون. كيف بقي جواز سفره موجودا؟ هل شحنه داعش إلى الولايات المتّحدة؟ هل وصلنا بلاغ من الإيرانيّين؟ على الأرجح أنّنا لن نعرف أبدا. لكن لا شكّ في أنّ طالبان تتساءل أيضا عن ذلك".
وتابع: "ما ينبغي تكذيبه هو ما يقوله الباكستانيّون عن أنّ أفغانستان هي غلطة الولايات المتّحدة والمجتمع الدوليّ، وأنّ مقتل [منصور] يعيق عمليّة السلام [بين أفغانستان وطالبان]. ما من عمليّة سلام، فقد قال منصور بوضوح إنّه ما من نيّة للتفاوض" وفقا للمونيتور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق