آخر الأخبار

آخر الأخبار

الأربعاء، 1 يونيو 2016

ازمة تعذيب مواطن مصرى فى الكويت ...تحليل



تحليل بقلم  هالة عثمان
هالني ما رأيته في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يقوم فيه كويتي بتعذيب مواطن مصري في صورة بشعة لا علاقة لها بالإنسانية أو الشرف، وظل الكويتي يكيل للمواطن المصري اللكمات والألفاظ التي لا توصف بأنها نابية ومهينة فقط ولكنها في قمة الانحطاط والتردي، في الوقت الذي وقف فيه المصري مستكينًا يتلقي العبارات واللكمات. فاصدرت توجيهاتي للعاملين في الاتحاد الدولي للعدالة والذي شرفت برئاسته متابعة هذا الأمر لأنه يتعلق بكرامة وكبرياء دولة، وكرامة مواطن مصري ساقته الظروف والأقدار إلى البحث عن فرصة عمل شرق البحر الأحمر وقناة السويس في دول الخليج.
وكانت المشاهد قاسية للدرجة التي جعلتني أتابع هذا الأمر بكافة تفصيلاته مع مثقفين ومتنفذين ومهتمين بحقوق الإنسان وكرامته وآدميته في أي مكان وأي موقع حول العالم، فنحن لم نعد في دولة تبحث قياداتها عن مصالحهم، ولكن مصر عادت لتكون حامية لأبنائها في الداخل والخارج، وفي الوقت ذاته تسعي الدولة المصرية الجديدة إلى وضوح الرؤية والشفافية في كل ما يتعلق بالمواطن الذي صار شريكا في تقدم مصر ورفعتها ورقيها.
انتابتني مشاعر مختلطة بين مواطن مصري تعرض للإهانة وبين علاقات مصرية مختلفة تحفظ فيها العهود والمواقف لدول شقيقة اثرت إلا أن تكون في خندقنا للخلاص من الاورام الخبيثة التي أصابت الجسد المصري، ولكن بلا ترتيب أو أولويات انتصرت داخلي أحاسيس الوطن الذي يسكن داخل كل مصري وقبل ذلك أحاسيس الانسانية التي ترفض الذل لأي مصري في أي مكان.
وبينما أنا في حالة البحث تلك ومعي فريق عمل الاتحاد الدولي للعدالة إذا بي أشاهد موقفا جديدا ومسئولا من الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة تبعث برسالة على الهواء عبر برنامج "الحياة اليوم" تطمئن المواطن المصري وتقول له"دولتك لن تتخلي عنك، وسنرجع كل حقوقك".
كانت هذه العبارة كفيلة بأن تنقلني من حالة الالم التي كانت تعتصرني إلى حالة الفخر بدولة تحمي أبناؤها في كل مكان، هذه الرسالة على قصر كلماتها إلا أنها أوضحت صورة مصر وقوتها وكبريائها، رسالة مثلت لي نقلة إلى حالة الهدوء مدركة أن كل مواطن في الخارج تقف من خلفه دولة.
ثم أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تتابع مع الحكومة الكويتية هذه الأزمة التي أكدت دولة الكويت أن الجاني سينال عقابه مهما كان، وانتفض البرلمان البرلمان المصري متابعا هذا الفيديو الذي كان يمر في السابق مرور الكرام في صورة عبثية بلا اهتمام أو مساءلة فدرجنا على ضياع حقوقنا في الخارج تحت دعاوى مختلفة وأهمها التعتيم على مثل هذه المواقف.
وبعد ساعات قليلة من هذا التصريح الوطني أعلنت دولة الكويت القبض على الكويتي المجرم الذي ارتكب هذه الجريمة فادركت – بيقين – أن العلاقات المصرية مع دولة الكويت هي من المتانة والقوة بحيث تبقي قوية في مواجهة محاولات ذرع الفتنة في هذه العلاقة المتينة والتي لا يمكن أن ينال منها تصرف فردي يمثل جريمة حمقاء ترتكب في حق دولة الكويت الشقيقة قبل أن ترتكب في حق مواطن مصري.
هذه الرسالة تختصر فلسفة الدولة المصرية الجديدة تحت قيادة تهتم بأدق تفاصيل حياة المواطن المصري في الداخل والخارج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق